لماذا القيادة عظيمة إلى هذه الدرجة؟ لأنها ومنذ البداية ابتعدت عن هذا المجتمع القديم ابتداءً من أحضان الأم وحتى الدولة، هروب ورد فعل. رد فعل حتى استطاع بناء أيديولوجية وتحقيق أهدافه عن طريق حربه هذه، لماذا لا تتعلمون هذه الأمور فهي واضحة للعيان؟ لا ترددوا نحن جدد ونحن جيدون، فأنا بدأت حربي في السابعة فهل من الممكن أن أتصرف حسب شخصيتي، فلم أكن لدقيقة واحدة مثلكم، كنت كالنار المضرمة في الهشيم لا في حربي فقط بل كذلك في أي عمل يبرز أمامي. لقد قمت بالحصاد وبجمع القطن، بالدراسة، وبأعمال أخرى كثيرة فعلى ماذا يدل هذا؟ يدل على حياة حرة مستقلة. لسنوات عديدة الشعب كان يحسبنا مجانين وكذلك الدولة التركية فالدولة كانت تراقبنا من بعيد وتقول يا للمسكين إنه يريد أن يبني كردستان فنحن نستطيع خلال لحظة واحدة طرده من أنقرة وتصفيته في غمضة عين. لسنوات عديدة كانوا يستهزئون ويسخرون منا، وكذلك القرويون كانوا يرددون لا جعل الله ولد أحد مثل ولد فلان لكن بالمقابل أساتذتي كانوا يحبونني لأنهم كانوا يدركون أنني أسير في سبيل هدف وفي النتيجة وصلنا إلى هذا المستوى. هل أدركني الموت؟ كلا بل على العكس تم إنقاذ شعب بكامله من الفناء. لو كنتم حقيقةً رفاق القيادة لما بقيتم على هذه الحالة، لما ابتعدتم هكذا عن الأيديولوجية والسياسة والحياة التنظيمية.
رفاقي كمال بير، حقي قرار، مظلوم دوغان كان من المستحيل أن يبقوا هكذا بدون أيديولوجية وبدون تنظيم، لم يكن يفوتون دقيقة واحدة دون تنظيم أو بحث، لم يكن يهدؤون لحظة واحدة وفي النهاية تضحيتهم ومقاومتهم البطولية ظهرت وأصبحت واضحة، لقد كانوا ذو عشق لا حدود له روحهم وعاطفتهم كانت كالنار المتوهجة، لسانهم كان كالخنجر يستأصل كل ما هو فاسد ومتعفن. هناك بعض الرفاق الذين يحاولون إيجاد أسلوب يخدعون به أنفسهم وكذلك ينحدرون إلى حافة الهاوية ويريدون جرنا إليها إننا لن نقبل بهذا، يريدون من أجل حياة رخيصة أن يصبحوا عقبة أمام حزبنا. يريدون من الحزب أن يصبح في خدمة حياة تم إنشاءها عن طريق الحرب الخاصة، ولكن يجب أن تعلموا بأن أحداً لا يستطيع ممارسة النفاق بيننا فإن لم يكن جوهرك ومظهرك على أساس القيادة والحزب تكون منافقاً. إنهم يريدون أن يكبروا ويتطوروا وفق تلك الحياة الرخيصة اليائسة. في الإسلام النبي محمد(ص) شدد على مسألة النفاق ونحن سنشدد أكثر فنحن ملزمون بخلق الإنسان الكردي السليم الذي تفوح منه رائحة الإنسانية فالمسألة ليست حمل السلاح فقط فالقروي أيضاً يحارب وكذلك البيشمركه وحتى أنهم يمارسون السياسة ولكن في النتيجة أصبح لهم مئات من السنين يقاتلون ولكن في النتيجة لم يفعلوا شيئاً بل على العكس زادوا من الاضطهاد والظلم وتعقيد الأمور أكثر من السابق ماذا نستنتج من كل هذا؟ إن الحرب وحدها غير كافية وحتى لو تم تحرير جزء من الوطن، ولكن الأهم من كل هذا هو أن تنتصر على عدوك وتهزمه في ميادين السياسة والأيديولوجية والتي تأتي في المقدمة فليس المهم أن تحارب وحسب، بل أن تنتصر في حربك، أن أقاتل وأموت فهذه ليست أيديولوجية القيادة والحزب. إنكم تبدون كالمسنين غير القادرين على التقاط أنفاسهم ومع أني أبلغ ضعف عمركم فأنا مختلف عنكم تماماً لماذا؟ أنتم هكذا لأن أيديولوجية الحياة معدومة عندكم وكذلك التنظيم والفهم مفقود لديكم (أنا أرى ولكن لا أفهم لا أسمع) هذه هي شخصية الحرب الخاصة. هذه الشخصية حتى لو تاجرت بنفسها فلن تكسب شيئاً ماذا بوسعك أن تفعل ، قبل كل شيء يجب أن تخوض حرباً مع الذات داخل شخصيتك وكسبها فلا ترددوا هذا غير ممكن. فأنا وطوال هذه السنوات وفي أوطان الغرباء وبدون إمكانيات وحيث لا يفسحون المجال للتنفس كيف استطعنا خوض النضال بنجاح؟ بينما أنتم في الوطن ولكنكم كالموتى وهناك بعض عديمي الشرف الذين يعرضون علناً، نحن جاهزون للنضال في أية ساحة لكن عدا ساحة الوطن. أليس هذا النضال والكفاح والحرب من أجل الوطن، أليس هدفنا وواجبنا هو الوطن. لقد أصبحنا على أعتاب مرحلة الدولة ؛ وهم يحاولون الهروب ويتجاسرون وبكل وقاحة- إننا نريد النضال،فهذه هي الخيانة والرياء والنفاق. يهربون من الوطن وفي الوقت نفسه يريدون النضال، أليس حبنا وعشقنا كله من أجل الوطن، أيمكن بهذا الأسلوب أن نكسب شيئاً فهذا هو الخداع والتزييف، بعضهم يكشف عن ذلك علانية ولكن هناك من لا يصرح بهذا بل أودعه في قرارة نفسه وأحكم إغلاقه وهذا موجود حتى في الذين لم يذهبوا إلى الوطن وهذا ما يجرنا في النهاية إلى مستنقع الخيانة. إن ما جعلني أصر على موقفي هذا هو روحي الوطنية فلو لم تكن موجودة لانتهيت تماماً، ومنذ اليوم الأول لم أترك عشقي للوطن ولم أنفصل عنه ولو كنتم تمثلون روحاً وطنية لما وصلتم إلى هذه الحالة. مثلاً طرحت مسألة الوطن، لأنني قرأت التاريخ واطلعت على حياة الشعوب الأخرى هكذا تشكلت أيديولوجيتي ومعرفتي، حللنا الحروب التي دارت بين الشعوب فأوجدنا هذه الحرب. كيف تنهض الشعوب؟ بهذا الشكل بدأنا. الإنسان الملتزم والمبدئي يمكنه القيام بمهام عظيمة، أما الخادع، فالوطن وأشياء من هذا القبيل فلا توجد في تفكيره وقاموسه، يذهبون إلى الوطن ، يفرون وكأنهم في جهنم فهؤلاء خونة بدون شرف بكل تأكيد. لا يوجد فرق سواءً أكانت خيانة موضوعية أو ذاتية، الوطن مدمر في خراب أصبح أطلالاً ولكن الحياة فيه أفضل لي بمائة مرة من الحياة ضمن القصور في خارج الوطن هذه أيديولوجيتي وقناعتي، الحياة في الوطن أفضل من الحياة في الجنة. رائحة تراب الوطن أطيب من رائحة العطور. إنكم في الوطن ومع ذلك تحيون الأزمة أنتم لستم وحدكم في الوطن، فهناك الشعب فقوة الوطن بشعبه. إن الثورة لا تقبل الأكاذيب ولا تعفو عنها.
كيف كانوا يصلون خمس مرات في اليوم في الإسلام، ويصومون أنتم أيضاً بحاجة للعبادة، بل وبشكل أكثر منهم. أنتم بحاجة للذكر والعمل ومع أنكم تدعون الإيمان، فهو مفقود لديكم فأنتم في غفلة من أمركم وهذه هي الحرب الخاصة. عليكم أن تكونوا ذو وجدان إنساني وثوري. وجدان الوطن والشعب فالإنسان الذي ينعدم فيه الوجدان هو إنسان مغترب ممزق دعك من الرفاهية فهو إنسان منحط ومن يتمتع بالوجدان ويحييه لحظة بلحظة في ذاته يكون ذو هيبة ويمنح الحياة قيمة سامية. انظروا إلى العدو وحالته إنه ينهار من الداخل رويداً رويداً لذلك أتعجب كيف بإمكانكم الوقوف في وجه القيادة وعرقلة سيرها؟ ومدى قدرتكم على التصدي لها، فالقيادة كالنار التي تحترق وتحرق من حولها. أحد أصدقاءنا ألقى درساً على الرفاق يوم أمس وفيه يقول لهم هل أنتم تعرفون القيادة؛ ولكن رفاقنا ينظرون إليه متعجبين، فيرد عليهم أن الحسابات التي تجريها القيادة لن تمنحكم العفو يوماً ما، يصاب الرفاق بالدهشة فهذا بروفيسور بالكاد تعرف علينا، ومع ذلك فهو يعرفنا إلى هذه الدرجة أما رفاقي فهم بجانبي كل الوقت ومع ذلك فأنا غريب ومبهم بالنسبة لهم. عمل القيادة تنظيمها وحساباتها لا يعرفه رفاقنا ولا يدور في خلدهم أن يتساءلوا عنها. المسألة منحصرة في شخصي بل المسألة تكمن في أنه تشكلت قيادة عامة، قيادة وطنية وحتى يمكننا أن نطلق عليها صفة الاشتراكية.
أنتم مجبرون على فهم هذه الحقيقة، لأنكم إذا لم تستوعبوها، فستصبحون عائقاً وبلاءً وعندها إما أن نزيلكم أو أنكم ستزيلوننا.
القيادة هي صراع في الداخل والخارج وهي لم ولن تستسلم وثابتة على قدميها وهي تحارب بشكل مخطط ومنظم يوماً بيوم. فبدلاً من مد القيادة بالقوة تتحينون الفرصة من أجل إكراهها على التنازل لكم عن مبادئها. ومن جهة أخرى هناك رأي مغاير تماماً يدعي بأن القيادة هي الله، القيادة مقدسة وهذا أيضاً نفاق وتزييف. القيادة ليس إلهية ولا حتى مقدسة؛ إن القيادة عمل تنظيم وحرب مستمرة. طبعاً من غير الممكن خداع القيادة بهذا الأسلوب لماذا لأن العدو نفسه لم يستطع خداعها. العدو بألاعيبه المنحطة المنظمة إلى أبعد الحدود لم يستطع فكيف بمقدوركم ذلك. فأكثريتكم يريد المضي مع pkk حسب رغبته. وبالمقابل هناك من يريد تسيير النضال ولكن بشرط أن يكون خارج الوطن لو كان يملك ذرة من الشرف لما ردد هذه الأكاذيب. جعل من نفسه بلاء وفي الوقت نفسه لا يكن ذرة من الاحترام للوطن والرفاق. هؤلاء ذاتياً كان أم موضوعياً خونة وكذلك الأمر بالنسبة للذين يريدون أن يحيوا حياة خاصة ضمن الحزب فعليكم الابتعاد عن مفهومهم فمن لا يبني نفسه وفق أسلوب القيادة يكون عميلاً للعدو أو الطبقة أو العشيرة أو العائلة. إنهم قد لا يقومون بهذا بمعرفة تامة وإن لم نقم بإزالة هؤلاء فإن الحرب ضمن الحزب لن تنتهي.
لا تنسوا هذا، لا تقولوا لماذا يتوقف القائد على هذه النقطة كثيراً، فهذه حربي معكم إما أن أغيركم وأضعكم على خط البروليتاريا وحسب خصوصيات المرحلة وإما أن تصيبوننا بالإفلاس أو نقوم بتصفيتكم بخلاف هذا نحن لن نترككم أبداً. يجب أن تعلموا أنه لا وجود للخط الوسط فهو خط البرجوازية الصغيرة والبرجوازية معدومة في كردستان. فهي مرتبطة بالعدو وبالتالي فهي تحت تصرف العدو وخدمته عليكم استيعاب ما أردده لو كان هناك ثمة خير في خط الوسط لكنا سرنا فيه ولكنا انتصرنا لأن تسعين بالمئة منكم يمثل خط الوسط. إنه بلاء عظيم فقد حاربت البرجوازية الكردية عدة مرات وانهزمت وحل الضرر والأذى وأصحاب خط الوسط يلحقون الأذى والضرر بالحرب كل يوم. إنني في حالة صراع دائم ليلاً نهاراً حتى أنني أحارب نفسي فلو لم أحارب نفسي لما انتصرت في حربي هذه..
أختلق المصاعب والتناقضات في شخصيتي وهكذا أحارب، فالحرب تؤدي إلى الحركة، والحركة تؤدي إلى التطور والتقدم كل يوم أفكر بالمصاعب والعراقيل، وحتى إذا لم توجد أختلقها وأنشغل بها وهكذا أتطور وهذا أيضاً أسلوب القيادة وطريقتها أفهموها حتى تتطوروا. أما أسلوبكم فيتم بالآغوية أو اليأس أو العبودية. من تسنح له الفرصة يمارس آغويته والبعض الآخر يمارس العبودية والأكثرية الباقية تمثل خط الوسط لو شاهدتم كيف حاول الرفيق زكي أن يكبر عن طريق قوة الحزب وخرج عن أصوله، وعندما سحبنا منه قوة الحزب وصلاحياته أصبح كاليائس المسكين الذي لا حول له ولا قوة. فلم يكن يمتلك القوة بل كان يستمدها من القيادة وحتى لم يكن لائقاً بها هذا الرفيق كان يحسب نفسه أقوى من الجميع. في pkk لا يمكنك السير إلا إذا كنت قوياً ألا تريدون أن تصبحوا أقوياء؛ فأنا أناضل أكثر من قائد في العالم حتى تصبحوا أقوياء. معرفتكم هي قوة بالنسبة لكم يوماً بيوم نمنحكم القوة ومع ذلك فأنتم تضيقون المجال وتسدون الطريق أمام تطوركم لماذا الذرة قوية لهذا الدرجة ؟ لأنها في حالة حركة دائمة وعندما تنشطر فإنها تعطي طاقة هائلة، الحجر الأسود لماذا يمثل الجمود؟ لأنه ساكن بدون أية حركة. لماذا الشمس تمثل القوة ؟ لأنها في حالة انشطار، لذلك فهي تعطي الضياء والحرارة والقوة بينما الشخصية الباردة تكتم الأشياء في داخلها وتجمدها، لذلك يقال لها الحجر الأسود. العدو لماذا يهاجمنا هكذا ؟ لأنه يمتلك القوة. الكرد لماذا جامدون خاملون هكذا، لأنهم بدون قوة. لا تقولوا هذا قدرنا وهو مكتوب موضوع من عند الله، فأنا أكبر واثبت لكم هذا، فعقلي ودماغي في حركة دائمة تتم فيها انشطارات، وبالتالي تعطي الطاقة والقوة. عملي هذا يحركني وحركتي هذه تعطيني القوة وأنا أشغل فكري كالذرة. وهذا ما جعلنا قيادة عظيمة لا يستطيع العدو هزيمتها، والكل يمكنه القيام بهذا بل وتستطيعون القيام به أكثر مني. فقط في البداية يجب أن تخلقوا الانفجار في دماغكم الذي سينعكس على قلبكم الذي سيتدفأ بالحماس والقوة. هنا يجب أن لا تخطئوا فهمنا فنحن لا نرغب في سحب فرصة الحياة منكم، بل على العكس نريد أن نمنحكم الحياة.
هذا ليس شيئاً مخجلاً بل المخجل هو أن تبقوا هكذا بدون حل جامدين خاملين. اقبلوا بحقيقة بعض الأشياء. من الآن فصاعداً فلتكن لديكم احترام للأهداف الكبيرة. فقبل كل شيء يجب أن تخلق الثورة في شخصيتك ودماغك، مما ينعكس على خطابك فنحن نتحدث كل يوم 15 ساعة في مسائل يمكن طبعها في كتب بينما أنتم لا يمكنكم نطق ببضع كلمات و يصبيكم البكم. إنها آثار الحرب المطبقة على الأكراد منذ مئات السنين وبالنتيجة اتجهنا نحو التصفية والزوال، وأصبحنا محتاجين لكل شيء؛ جعلتنا جاهلين يائسين ممزقين عدا هذا ماذا بقي لنا..
عليكم الابتعاد عنها. كيف نشأت وانبعثت القيادة يجب أن تفهموا وتركزوا على ذلك؛ إن لم تقم بهذا، صراحة أقول لكم يا رفاق أنكم ستسقطون بكل سهولة وبساطة فالبعض ممن ذهب إلى هناك واستسلم للعدو ولكي يبرر عمله يقول لقد عذبني رفاقي؛ لذلك هربت. بينما الحقيقة في أنه لم يقم بوظائفه، وقع في اليأس وأصبح خاوياً خاملاً، وبالنتيجة فر إلى جبهة العدو هؤلاء في غفلة من أمرهم يحيون الازدواجية ولكن لماذا..؟ فالعدو يقوم بتعذيبهم والتنكيل بهم كل يوم، مع ذلك يفرون إليه. دققوا في حساباتكم فهناك عدو متربص بكم لو تفوهتم بكلمة الحرية والاستقلال ونطقتم بها فسيقوم بالقضاء عليكم، لذلك إما أن تقوموا بحربكم وبشكل كامل أو ستتم تصفيتكم من قبل العدو. هذه الأسئلة التي أوجهها وأطرحها أنا كفيل بها. لا تخدع نفسك بالأسباب الزائفة فأنت تواجه عدواً يتربص بك لحظة بلحظة، كذلك يكمن هذا العدو داخل الحزب أيضاً وربما يلحق الضرر بنا أكثر من عدونا الظاهري. وفق ما ذكرنا أنا واثق أن كل رفيق يستفيد بقدر ما يستوعب، وعلى ضوئها يستخلص النتائج. وإذا لم تفعلوا هذا فأنا لست معكم ولن أتحمل مسؤوليتكم. ما أقبله منكم هو ما ذكرته.
يتبع...